رجل المواقف, الشخصية الرياضية الأولى في مصر جدلاً, حسن شحاتة واجه تحديات لم يُقابلها أي مُدرب تولى تدريب المُنتخب الوطني المصري سواء هجوم من أفراد الإتحاد المصري لكرة القدم, أو هجوم إعلامي وأخيراً ظهر نوع جديد هو الهجوم الجماهيري !
ولا يوجد أي مُبرر لكمية الهجوم الهائلة التي يتعرض إليها المعلم, لنُصارح أنفسنا بأن المعلم هو المظلوم الأول - رياضياً - في هذا البلد, في بُلدان مُجاورة يصنعون تماثيلاً لمدرب وطني لهم, جعلهم في الدور الثاني من بطولة الأمم الأفريقية, وفي مصر نعلق المشانق لمُدرب وطني فاز ببطولتين أمم أفريقيا مرتين متتاليتين عن جدارة وإستحقاق; وعجبي..
ما سأسرده حقائق وقعت منذ تاريخ 22-12-2009 وحتى تاريخ 20-1-2010 ..
فلاش باك المشهد الأول 22-12-2009 : شحاتة يختار القائمة المبدئية وصيحات المُجاملة تتعالاإنتظر الجميع بفارغ الصبر إعلان حسن شحاتة وجهازه الفني إعلان القائمة المبدئية والتي ستخوض بطولة الأمم الأفريقية وجاءت القائمة لتضم 32 لاعب وجاءت أسمائهم كالتالي :
حراسة المرمى : عصام الحضرى و عبد الواحد السيد و
أحمد عادل عبد المنعم ومحمود أبو السعود .
دفاع : وائل جمعة و
شريف عبد الفضيل وهانى سعيد ومحمود فتح الله و المعتصم سالم وعبد الظاهر السقا .
خط وسط : أحمد المحمدي وأحمد فتحى و
حازم امام وحسنى عبد ربه وعبد العزيز توفيق و
محمد شعبان و
مصطفى شبيطة وأحمد حسن وحسام غالي ومحمد ناجى "جدو" و
محمد ابوتريكة وأحمد عبد الملك ومحمود عبد الرازق "شيكابالا" و
وليد سليمان وسيد معوض و
احمد سمير فرج ومحمد عبد الشافي .
هجوم: عماد متعب و
أحمد حسام ميدو ومحمد زيدان وأحمد رؤوف والسيد حمدى
جاءت القائمة هكذا, وشعر كل من له أغراض شخصية بالظُلم, وجاءت البرامج الإعلامية لتشن هجومها وبرز كل من له أغراض في نفس يعقوب بأن يُطلق هجوماً بلا أي مُبرر على حسن شحاتة بسبب إختياره لبعض اللاعبين أمثال شبيطة ومحمد عبد الشافي, وإستبعاد بعض اللاعبين أمثال أحمد مجدي ومحمد حمص, وظل الكل منذ هذا التاريخ وحتى تاريخ إعلان القائمة النهائية يتوقع ويُنجم بالقائمة النهائية - بحجة إن المنطق بيقول كدا - لا نعلم لفرض أسماء بعينها, أو إستبعاد أسماء بعينها, أو لوضع المعلم تحت ضغط إعلامي حتى ينتج عن إختياره القائمة النهائية ردود أفعال جماهيرية غاضبة كان قد سبق توجيهها نحو أسماء معينة لم يتخيل البعض أن يكونوا خارج البطولة.
المشهد الثاني 30-12-2009 : شحاتة يختار القائمة النهائية وإنقلاب إعلامي وجماهيري على المعلم!حتى ذلك التاريخ ظل الجميع يؤكد أو يفرض بمعنى أصح أسماء على حسن شحاتة لتضمها القائمة النهائية وجاء إعلان شحاتة ليضرب بعرض الحائط الآراء الفنية من أساتذة التحليل وعباقرة مقدمي البرامج الخاصة ليعلن عن قائمة ضمت 23 لاعب وهي كالتالي :
حراسة المرمى: عصام الحضري وعبد الواحد السيد ومحمود أبو السعود.
دفاع : هاني سعيد وعبد الظاهر السقا ووائل جمعة ومحمود فتح الله ومعتصم سالم وسيد معوض ومحمد عبد الشافي وأحمد فتحي وأحمد المحمدي .
خط وسط : حسني عبد ربه وعبد العزيز توفيق وأحمد حسن وحسام غالي ومحمد ناجي "جدو" ومحمود عبد الرازق "شيكابالا".
هجوم : أحمد عيد عبد الملك وعماد متعب وأحمد رؤوف والسيد حمدي ومحمد زيدان .
وتم إستبعاد كل من أشرنا إليه في المشهد الأول, وهنا إنفجر المشحونين ضد حسن شحاتة وكل من له غرض خاص أعلنه صراحة بل وإمتنع العديد عن مُتابعة المُنتخب وإختلطت الأمور على الكثير من المُتابعين, وكانوا بمثابة الجدار العازل لمُهاجمي حسن شحاتة والذين إستغلوا سُلطاتهم الإعلامية والإجتماعية لبناء رأي عام بأن حسن شحاتة مُدرب ضعيف سواء فنياً أو شخصياً, وجاءت عدة أسئلة منذ ذلك التاريخ تتسائل ..
لماذا إستبعد ميدو وحازم إمام وشريف عبد الفضيل ولماذا ضم حسام غالي وجدو ومتعب ومعتصم سالم وعبد الشافي ؟ ولكل رأي له مبرراته في أن حسن شحاتة مُدرب تقوده الأهواء الشخصية, وجاءت تصريحاته والتي أعلن أنه يحترم اللاعب المُحترم ليستغلها القريب والغريب سواء إعلام " أمريكي " أو إعلام مصري لينال من حسن شحاتة في رأي له كامل الحرية بأن يعبر عنه, وبدلاً من الثناء على رأيه, إنطلق الجميع ليهاجمه, تعالت صيحات الإستهجان منذ ذلك التاريخ وحتى تاريخ اللقاء الأول أمام نيجيريا 12-1-2010.
المشهد الثالث 12-1-2010 : شحاتة يواجه النسور الخُضر, بينما إنشغل آخرون في سن السيوف !لعب حسن شحاتة لقائين وديين أمام مالاوي وأمام مالي كان الأول في القاهرة والثاني في معسكر الإمارات وعليه قام حسن شحاتة بتحديد الأسماء التي السابق ذكرها في المشهدين السابقين.
لقاء صعب للغاية مر به المُنتخب الوطني وحسن شحاتة بصفة شخصية بعد سيل الهجوم عليه ويعلم تماماً أنه إذا خسر اللقاء الأقوى له حتى الآن فهذا يعني هجوم كاسح إعلامياً وجماهيرياً.
بدأ حسن شحاتة اللقاء بالتشكيل التالي :
التشكيل : الحضري , هاني , جمعة , فتح الله , سيد معوض , فتحي , غالي , حسني , زيدان , حسن , متعب
البُدلاء : المحمدي , جدو , عبد الشافي
بدأ اللقاء شحاتة بطريقة 3/5/2 التي إعتاد عليها المُنتخب الوطني وتألق بها أمام نجوم العالم بما فيهم إيطاليا والبرازيل, وباغت المُنتخب النيجيري المُنتخب الوطني بهدف من تسديدة أوباسي حتى عاد متعب ليُحرز هدف التعادل في رد سريع ليخرج الشوط الأول بالتعادل الإيجابي; وفي الشوط الثاني قام بعدة تغييرات, قام بالدفع بكل من المحمدي وجدو وعبد الشافي, لتتوقف أجنحة النسور عن الطيران فقد أصابها شحاتة بشلل كامل, وينطلق زيدان وأحمد حسن والبديل جدو ليساهم الثلاثي في إحراز هدفين آخرين ضمنا الثلاث نقاط الأولى للمعلم.
الحصيلة : متعب أحرز هدف, تألق المُحمدي في الفترة الذي لعب بها, جدو أحرز هدف.
وهنا كانت الصدمة لكثير من الحاقدين فلا يوجد مُبرر للهجوم على شحاتة, ولم يجد آخرون سوى القول بأن شحاتة مُدرب محظوظ!!
المشهد الرابع 16-1-2010 : شحاتة يضمن التأهل من خلال موزمبيق ويفوز بهدفين والبدء في إخماد الحاقدين لسيوفهمبدأ شحاتة اللقاء بالتشكيل التالي :
التشكيل : الحضري , هاني , جمعة , فتح الله , فتحي , معوض , حسني , حسن , شيكابالا , زيدان , متعب
قام حسن شحاتة بتغيير وحيد فالتشكيلة بإشراك شيكابالا أساسياً على حساب حسام غالي, وقدم الأول مردوداً طيباً في الجبهة اليُسرى بالنسبة لأول مباراة أمم أفريقية له, وقام بتنفيذ تعليمات حسن شحاتة على أكمل وجه في الجبهة اليُسرى بمُعاونة سيد معوض وقدما ثُنائيات رائعة.
كان الشوط الأول سيئاً بالنسبة للمصريين رغم السيطرة الكاملة, ولكن نظراً لتأخر الهدف بالإضافة إلى الضغط الواقع على شحاتة بأنه بعد أن فاز على نيجيريا يتحتم عليه الفوز على موزمبيق الضعيف, حتى جاءت بداية الشوط الثاني لينطلق أحمد فتحي ويقوم بعرضية ترتطم بداريو كان وتُعلن الهدف الأول تبعه سيطرة مصرية كاملة, وقام حسن شحاتة بتغيير تقليدي بالدفع بمحمد ناجي جدو وعيد عبد الملك بدلاً من شيكابالا وزيدان, وكان لتغيير زيدان الشماعة التي تعلق بها الحاقدين حيث وضح في الصورة التليفزيونية غضب زيدان عند تغييره ولم يقم بالتسليم على عيد عبد الملك, وبدأت البرامج الإعلامية التي تتنشأ على خطأ لشحاتة بربط موقف زيدان بموقف ميدو وظهر هجوم كاسح على شحاتة, معتمدين على أن الجماهير تعتمد على الإعلام بأنه شاهد العيان الوحيد لديهم, ولكن الظريف أن الإعلام المصري مُتمثلاً في بعض الأشخاص عبارة عن " شاهد ماشفش حاجة " !
الحصيلة : أحرز جدو هدفاً عالمياً ليُخرس تماماً ألسنة الجميع, ويُعلن شحاتة على أنه إختاره ليكون له مكان مؤثر في الفريق ليس فقط مكان ولكن دوراً مؤثراً كبديل قوي إستطاع أن يصنع الفارق في لقائين مُتتاليين, ليتأكد صعود المُنتخب الوطني المصري كأول مجموعة.
المشهد الخامس والأخير 20-1-2010 : بالبُدلاء شحاتة يُحطم قلوب الحاقدين ويفوز على بنين محققاً نسبة نجاح 100%بالطبع بدأت ألسنة الحاقدين تختفي من الظهور سواء الإعلامي أو الجماهيري وبدأ آخرون في إنتظار عقوبة زيدان وحرمانه من اللقاء بدأ شحاتة بتشكيل جديد بالدفع بالعديد من البُدلاء وجاء التشكيل هكذا :
التشكيل : الحضري , معتصم سالم , السقا , فتح الله , المحمدي , عبد الشافي , غالي , عبد ربه , حسن , متعب , رؤوف
تشكيل يضم العديد من البُدلاء مُدعم بعناصر أساسية, وكالعادة يوجد " حجة " لمن يترنح على الأوتار الضعيفة ليهاجم حسن شحاتة, وإنتظروا الدفع بزيدان ليربطوا بين خروج زيدان الغاضب وتصريح شحاتة بأنه يحترم اللاعب المُحترم !!
إتجهت المُباراة في صالح المصريين ووضح تألق واضح للمُحمدي الذي أحرز هدفاً رائعاً من مسافة تخطت 40 متراً ليس ذلك فقط بل وفازت مصر بهدفين للمحمدي وعماد متعب, وقام شحاتة بالدفع بمحمد زيدان ليُقدم فاصل مهاري يُعلن فيه عن نفسه بقوة ليتلاعب بالدفاع البنيني في إحدى المرات التي تألق فيها حارس بنين ولولا تألق هذا الحارس لكان زيدان حصل على أفضل هدف في البطولة بعد فاصل مهاري ويُهدي عماد متعب فرص عديدة , ونزل محمد ناجي جدو لتستمر المباراة في إتجاه واحد لتكتفي مصر بهدفين فقط في مرمى بنين, ليحقق حسن شحاتة نسبة نجاح 100% وهو المُنتخب الوحيد الذي حقق هذه النتائج في البطولة حتى الآن.
الحصيلة : تألق واضح للبُدلاء الذين بدأو اللقاء, تألق المُحمدي , تألق زيدان , عماد متعب يمتلك هدفين وجدو يمتلك هدفين ومصر تمتلك 9 نقاط من ثلاث مباريات.
يوماً بعد يوم يُثبت حسن شحاتة بأنه الرجل الأفضل الذي تولى تدريب هذا المُنتخب, وحتى في إخفاقه في التأهل لكأس العالم, فقد حصل على 13 نقطة في التصفيات ولم يتأهل لأسباب خارجة عن كرة القدم على الرغم من أن هناك مُنتخبات تأهلت لكأس العالم وتمتلك 10 نقاط.
لماذا كل هذا الحقد والهجوم على من جعل الكرة مصدر سعادة للمصريين وجعل مصر في المحافل الدولية من أقوى المُنتخبات, وبعد أن كان هناك رعب من فرق أفريقيا أمثال الأسود والنسور والأفيال إستطاع شحاتة أن يروض كل هذه المُنتخبات, ليس فقط ترويضها بل وجعل تلك المُنتخبات تخشى مواجهة مصر, لماذا كل هذا ؟
بدأت أشعر أنه كلما ظهر مُعارضين بهذه القوة لحسن شحاتة وإختياراته .. فأتيقن بأن شحاتة هو الأصح !
كلمة أخيرة لحسن شحاتة ,, أنت رقم 1 حتى وإن لم تفز مصر بهذه البطولة, شكرا يا معلم .