يبدو أن مع قرب موعد المباراة تحول التشجيع الرياضي الى هيستيريا اعلامية خاصة من المواقع و الصحف الجزائرية، و التي تفرد مساحات شاسعة يومياً لأخبار غير مفهومة المصدر و هدفها الشحن العصبي و تصدير الإشاعات التي للأسف يصدقها العديد من أفراد الشعب.
و الغريب أن مع صدور تقرير إيجابي بعنوان "أدخلوا مصر آمنين"، و على غرار "إنفصام الشخصية" نشرت صحيفة الشروق ذاتها خبراً يسهل لأي شخص يملك منطق و عقل و إدراك بيان عدم صحته. مفاد الخبر أن سبب الإصابات المتعددة في صفوف "الخضراء" هو الشعوذة و السحر من جانب المصريين!! و سنفند الخبر و نعلق عليه لتوضيح درجة "الهستيريا" التي وصل اليها الإعلام.
كشف مصدر عليم بخبايا المنتخب الوطني أن مجموعة من المشعوذين المصريين تنقلت إلى أدغال إفريقيا مباشرة بعد نهاية مواجهة الجزائر ورواندا واستعانت ببعض المشعوذين المعروفين في أحد البلدان العربية والإفريقية.
و السؤال المنطقي، ماذا يعني مصدر عليم بخبايا المنتخب المصري ؟ و من هو هذا العليم بهذه الخبايا ؟ و ما المصدر الموثوق لهذا الخبر ؟
و السؤال الثاني، من يدفع تكاليف انتقال هؤلاء المشعوذين الى الأدغال ؟ و ما دخل أدغال أفريقيا بجلب مشعوذين عرب و هل كاتب الخبر على دراية بجغرافية أفريقيا و الوطن العربي؟ و هل صرح أي من هؤلاء المشعوذين العرب و الأفارقة الى كاتب الخبر أنهم يعملون الآن لخدمة المصريين؟ و من يدفع فاتورة هذه الشعوذة؟
وأضاف مصدرنا (هو نفس المصدر الغامض) أن خوف المنتخب المصري من الخسارة على أرضية ميدانه جعل مسؤوليه يفكرون في بعض الأمور اللارياضية على أمل هزم الجزائر بثلاثية والتأهل للمونديال.
ومن سوء حظ المنتخب المصري أن الإصابات التي تعرض لها لاعبو الخضر ليست بالخطيرة وأن كل اللاعبين شفوا منها وسيحضرون مواجهة ملعب القاهرة يوم السبت المقبل.
بنفس المنطق الساذج يحق للمصريين ادعاء ان إصابة حسني عبد ربه و فتح الله من قبله و انذار وائل جمعة الغريب هو من صنع المشعوذين الجزائريين.
و السؤال الآخر هو متى إستخدم المصريون أي سحر أو شعوذة عبر تاريخهم الأفريقي ؟ و ما الذي تغير الآن؟ و كيف يقوم منتخب يذبح الأضحيات و يتبرع لبناء المساجد في أفريقيا بعصيان الله بهذا الشكل ؟
و يتضح أن كاتب الخبر بنى أساس الإشاعة متعللاً بخوف المصريين من الخسارة على أرضهم. فهل جال صاحب الخبر على إتحاد الكرة في الجبلاية و وزارة الشباب لرؤية هذا الخوف ؟ العكس هو الصحيح فإن الثقة الزائدة هي مشكلة الشارع المصري فكيف يصل الواثق الى هذا الإفلاس حتى يستدعي المشعوذين؟
و السؤال الأهم هو هل أدى الهوس بالمباراة الى فقدان البوصلة و وضع أقدار الحياة و الإصابات بيد المنجمين؟
وتفاديا لأي طارئ وكما دأب عليه المنتخب الوطني تنقل مرقي شرعي مع البعثة المتواجدة في مصر سيقوم برقية شرعية في غرف فندق ابروتيل المطار التي سيقيم فيها المنتخب الوطني.
وإضافة إلى هذا فإن كل غرف الفندق ستفتش وستغلق إلى غاية التحاق البعثة الجزائرية بها، كما أن تحركات اللاعبين ستكون دقيقة ومدروسة داخل وخارج الفندق.
يبدو أن الهوس ليس من نصيب الشارع المصري ولا إداريي المنتخب كما أراد الكاتب بقدر ما هو واضح في صفوف منتخب "الخضراء". فالفندق تم تغييره منذ أسبوع، من ضمن عمليات التمويه و الهوس. و وضع "أعمال و شعوذة" في الغرف يتطلب تورط ادارة الفندق بهذا، و تورط العاملين أيضاً..و يبدو أن كاتب الخبر يشاهد "أفلام مغامرات" أمريكية، فهذه الأشياء لا تحدث في المحروسة. و هل يصعب على من يدبر هذه "المؤامرة الكبيرة" بالشكل الذي يرسمه الخبر أن يجد طريقة لتفعيل شعوذته..."الحارس هو الله"
و ما وضح الأمر أكثر هو اعتراف كاتب الخبر أن منتخب الجزائر يسافر و معه راقي شرعي في كل مبارياته، أي أن هذه الفكرة مزروعة عن كل المنتخبات التي تواجه الجزائر و ليس مصر فقط، فهل نجحت كل المنتخبات التي وصلت لكأس العالم طوال هذه العشرين عاماً من غياب الجزائر في فك طلاسم الأعمال و السحر و لم ينجح السحر سوى على الجزائر؟
و ينهي الكاتب خبره قائلاً ويرتقب أن ينقلب السحر على الساحر بعد نهاية مواجهة الجزائر أمام مصر، وهذا بتحقيق ثالث تأهل للخضر إلى المونديال وإبطال إعمال السحر والشعوذة التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم.
و هنا أصبح الصحفي الشاهد و النيابة و القاضي و المقرر لنتيجة المباراة و انها ستكون سحر ينقلب على الساحر !! إذا فازت الجزائر فمبارك عليها و تكون قد تفوقت على مصر رياضياً بدون إدّعاء الإصابة على أرض الميدان و إستفزاز الجماهير و تضييع الوقت و العنف غير المبرر، عندها سنقول لها مبروك، أما إذا تأهل المنتخب سيكون أيضاً بجهده و تعبه و تشجيع الملايين خلفه، و ليس بسبب السحر...و "ربنا يهدي"
موقع جماهير الأهلي::: "الهستيريا" تصل الى أقصاها و الشروق تعلل إصابات لاعبي الجزائر "لشعوذة المصريين"!