حقق منتخب البرازيل فوزه الصعب على نظيره المصري 4-3 امس الاثنين في بلومفونتين في افتتاح منافسات المجموعة الثانية ضمن كأس القارات الثامنة لكرة القدم التي تستضيفها جنوب أفريقيا حتى 28 الحالي.
وسجل ريكاردو كاكا (5 و90+1 من ركلة جزاء) ولويس فابيانو (12) وجوان (37) أهداف البرازيل، ومحمد زيدان (9 و56) ومحمد شوقي (54) أهداف مصر.
استعرض المنتخب المصري وتفوق بأدائه على نظيره البرازيلي بعد أن حوّل تأخره من 1-3 إلى 3-3 وبسط أبطال أفريقيا سيطرتهم المطلقة على اللقاء وعطلوا مفاتيح لعب فريق السامبا الذي بدا مفككاً أمام وطأة هجمات الفراعنة.
أشعل المصريون المدرجات، وظن الجميع أنهم سيخرجون فائزين من هذا اللقاء الأسطوري وأقلّه متعادلين، لكن شاء القدر أن تفوز البرازيل بهدف من ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة. ذلك سيسجل في التاريخ... لكن من شاهد هذه الموقعة عَلم جيداً أن البرازيل لم تستحق هذا الفوز.
الشوط الأولدخل المنتخبان المباراة وهما على طرفي نقيض، ففي الوقت الذي ضمن المنتخب البرازيلي إلى حد بعيد بلوغه نهائيات كأس العالم المقبلة في جنوب أفريقيا بتصدره مجموعة أميركا الجنوبية، تحتل مصر المركز الأخير في مجموعتها الأفريقية بعد أن جمعت نقطة واحدة فقط بتعادلها على أرضها مع زامبيا وخسارتها أمام الجزائر.
ولم يخسر المنتخب البرازيلي أي مباراة منذ أن سقط أمام البارغواي صفر-2 في التصفيات الأميركية قبل عام من الآن.
ولم يتأخر المنتخب البرازيلي في افتتاح التسجيل عبر نجمه كاكا المنتقل حديثاً إلى ريال مدريد الإسباني، بعد أن تلقى كرة من دانيال الفيش وهو على مشارف منطقة الجزاء رفعها من فوق هاني سعيد ثم تخطى وائل جمعة بحركة فنية رائعة وسدد بسهولة على يسار الحارس عصام الحضري (5).
بيد أن المنتخب المصري سرعان ما أدرك التعادل عندما قاد أبو تريكة هجمة منظمة على الجبهة اليمنى ورفع الكرة إلى داخل المنطقة حيث قابلها زيدان برأسه ووضعها داخل الشباك رغم محاولة لوسيو لإبعادها برأسه أيضاً (9).
وعاد المنتخب البرازيلي للتقدم عندما احتسب الحكم ركلة حرة لمصلحة دانيال الفيش نفذها ايلانو وتابعها لويس فابيانو برأسه داخل الشباك (12).
وسدد كاكا كرة طائرة (21)، ووجه جوان كرة برأسه فوق العارضة (23)، وسدد ايلانو كرة من ركلة حرة بين يدي الحضري (26) قبل أن يطلق حسني عبد ربه كرة من خارج المنطقة لم يجد جوليو سيزار صعوبة في السيطرة عليها (30).
وأطلق الفيش كرة قوية من ركلة حرة أبعدها الحضري بصعوبة وحولها إلى ركنية جاء منها الهدف البرازيلي الثالث عندما رفعها مجدداً الفيش داخل المنطقة وتابعها جوان برأسه داخل الشباك بعيدا عن متناول الحضري (37).
وقام أبو تريكة بمراوغة أكثر من لاعب برازيلي وهيأ كرة باتجاه احمد حسن قائد المنتخب فأطلقها الأخير فوق العارضة (42).
وتلاعب سيد معوض بالدفاع البرازيلي على الجبهة اليسرى ومرر كرة متقنة داخل المنطقة تابعها حسني عبد ربه برأسه فوق العارضة بقليل (45).
الشوط الثانيوظهر المنتخب المصري بصورة مختلفة في الشوط الثاني وتفوق على أسياد اللعبة في معظم فتراته ونجح في إحراز هدفين متتاليين هزا معنويات المنتخب البرازيلي الذي بدا ضائعاً في نصف الساعة الأخير.
وقلّص المنتخب المصري الفارق أولاً عبر محمد شوقي الذي استثمر كرة خلفية من سيد معوض فأطلقها قوية من مشارف المنطقة عجز جوليو سيزار عن التصدي لها (54).
وارتفعت معنويات المصريين ونجحوا في استثمار هذه الفورة بإضافة هدف ثان عندما مرر "المايسترو" محمد أبو تريكة كرة بينية رائعة باتجاه زيدان فسبق الأخير لوسيو وأطلقها سريعة في مرمى سيزار لتهتز المدرجات خصوصاً أن الجمهور المحلي كان يساند منتخب الفراعنة.
وتلاعب المنتخب المصري بنظيره البرازيلي كما حلا له وتناقل لاعبوه الكرة بثقة وقدموا لمحات فنية أمتعت المشاهدين.
وإزاء التفوق المصري، اضطر مدرب البرازيل كارلوس دونغا إلى إشراك المهاجم الكسندر باتو لزيادة الفعالية الهجومية في ظل غياب شبه تام لروبينيو، بيد أن السيطرة استمرت مصرية.
وسدد باتو باتجاه المرمى كرة مقصية لكن الدفاع أبعدها فتهيأت أمام كاكا الذي أطلقها فوق العارضة بقليل (77).
وسيطر المصريون الذين لعبوا بثقة في ربع الساعة الأخير على مجريات اللعب، وسنحت فرصة أمام البديل احمد عيد عبد الملك عندما أطلق بيسراه كرة سيطر عيها سيزار (80)، وصوب احمد فتحي كرة قوية علت العارضة بقليل (84).
وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة مرر الفيش كرة عرضية داخل المنطقة سددها لوسيو باتجاه المرمى بيد أن البديل الآخر احمد المحمدي أبعدها بيده مرغماً من على خط المرمى وبعد أن تردد الحكم في احتساب ركلة جزاء تشاور مع مساعده الذي أكد اللمس المتعمد واحتسب ركلة جزاء وطرد المحمدي.
ضربة جزاء قاتلةواحتسب حكم المباراة ضربة جزاء لصالح المنتخب البرازيلي قبل دقيقة واحدة من نهاية المباراة عندما لمست الكرة يد أحمد المحمدي داخل منطقة الجزاء ليتلقى لاعب إنبي المصري البطاقة الحمراء.
وشهد قرار ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم الإنجليزي بعض الأحداث المثيرة حيث احتسب الحكم ضربة ركنية لصالح الفريق البرازيلي في البداية ولكنه عدل عن قراره واحتسب ضربة جزاء لنجوم السامبا بعد اعتراضات كبيرة من جانب الفريق الأصفر.
وانبرى كاكا لتنفيذ ضربة الجزاء محرزا منها الهدف الرابع للفريق البرازيلي.
وفي الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع كاد أحمد عيد عبد الملك أن يحقق التعادل لمنتخب بلاده، ولكن سيزار حرمه من تسجيل هدف محقق لينتهي اللقاء بفوز ثمين لصالح أبطال أمريكا الجنوبية.
الاتحاد المصري يتقدم بشكوىوأعلن مدرب المنتخب المصري شوقي غريب أن الاتحاد المصري تقدم بشكوى إلى الفيفا بشأن ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم الإنكليزي هاورد ويب.
وقال غريب في المؤتمر الصحافي الذي تلا المباراة: "سنتقدم بشكوى إلى الاتحاد الدولي بشأن ركلة الجزاء".
وأوضح: "يعتبر الاتحاد المصري الأمر غريباً عندما يحتسب الحكم ركلة ركنية ومساعده أيضاً، ثم يأتي القرار من الحكم الرابع الاسترالي ماثيو بريز. منذ متى نلجأ إلى الفيديو من أجل اتخاذ قرارات في الملعب؟"
وتابع: "نحن لا نلوم الحكم، لكن قراره استغرق 3 دقائق. ما نعرفه في عالم كرة القدم أن الحكم هو صاحب القرار النهائي وليس الفيديو أو التلفزيون".
فخر مصر وعقب اللقاء، قال حارس مرمى المنتخب المصري عصام الحضري: "كان هدفنا أن نثبت للجميع أننا منتخب قوي على الرغم مما حصل في المباراة ضد الجزائر في تصفيات كأس العالم".
وأضاف: "لقد برهنا على روح الفريق والوحدة التي تسود صفوفه. وقف المنتخب المصري نداً عنيداً لنظيره البرازيلي لا بل تفوقنا عليه في بعض فترات المباراة".
وتابع: "لا يمكن لوم أحد على هذه الخسارة، لا بل يجب توجيه الشكر لجميع اللاعبين الذين أبلوا بلاءً حسناً طوال الدقائق التسعين لكن الحظ لم يحالفنا في الخروج ولو بنقطة واحدة كنا نستحقها".
من جانبه، قال محمد زيدان الذي اختير أفضل لاعب في المباراة: "دخل مرمانا هدف مبكر لكن استغلينا خطأً دفاعياً وأدركنا التعادل. البرازيل استحقت التقدم في الشوط الأول".
وأضاف: "قدمنا أداءً مختلفاً كلياً في الشوط الثاني وأثبتنا أننا منتخب كبير يحسب له حساب".
في المقابل، عزا مدرب منتخب البرازيل كارلوس دونغا الأداء السيئ لرجاله خصوصاً في الشوط الثاني إلى الإرهاق جراء خوضهم مباراتين قويتين في التصفيات الأميركية الجنوبية في الأسبوعين الأخيرين ووصول فريقه متأخراً إلى جنوب أفريقيا.
وقال: "خضنا مباراتين قويتين في التصفيات الأميركية الجنوبية ضد أوروغواي وباراغواي في الأيام الأخيرة وتكبدنا مشقة السفر لمدة 23 ساعة، ثم أن فارق التوقيت لم يساعدنا علماً بأن بعض اللاعبين لم يناموا جيداً حتى الآن".
وعن ركلة الجزاء، قال دونغا: "إنها صحيحة مئة في المئة، لقد حاول اللاعب المصري منع الكرة من دخول شباكه".
أبو تريكة: الحكم ظلمنا.. وعلى العرب أن يفخروا بناأعرب محمد أبو تريكة نجم المنتخب المصري لكرة القدم وصانع الأهداف الثلاثة على أن أيا من أعضاء الفريق لم يكن يتوقع هذا العرض المتميز، أو النتيجة التي انتهت إليها مباراة البرازيل بالثلاثة، لكن اللاعبين قدموا عرضا جيدا، واستحقوا إشادة الجميع.
وقال إن المنتخب المصري جاء إلى جنوب إفريقيا وهو يدرك تماما أنه سيواجه فرقا كبيرة وقوية "لكنه في نفس الوقت ليس فريقا صغيرا، فهو بطل القارة الإفريقية.. وقد أثبت بالفعل خلال مباراة امس قدرته على اللعب مع هذه الفرق الكبيرة ومجاراتها بشكل رائع".
وأوضح أنه "على الجميع في مصر وفي إفريقيا والوطن العربي أن يفخروا بالأداء الذي قدمه الفريق في مباراة امس بعدما أكدنا على أننا قادرون على تحقيق المزيد خلال البطولة.