من السهل جدا أن تعرف الفرق بين الجاهل والعالم الجاهل عزيزى القارىء يعرف كل شىء عن كل شىء والعالم يعرف أشياء كثيرة عن أشياء قليلة.. الجاهل يتكلم ثم يفكر والعالم يفكر ثم يتكلم الجاهل كتاب ضخم صفحاته بيضاء والعالم كتاب صغير ماىء باالافكاروالجاهل سياسى واقتصادى وقانونى ومدرس ومهندس وطبيب وعالم والعالم واحد من هؤلاء فقط ... ولايختلف اثنان فى أن الغرور والجهل توءمان وان من ابرز صفات المغرور الجهل ومن ابرز صفات الجاهل الغرور فإذا وضعت جاهلا على رأس أنجح بنك فى العالم أو مؤسسة تربوية فلا بد أن يفلس واذا أسندت بناءعمارة الى رجل جاهل فى شئون الهندسة فسوف تسقط على رأس سكانها واذا أجرى جاهل عملية جراحية فلا بد أن يموت المريض واذا وجدت أمامك عملا فاشلا فلا تتعب نفسك بدراسة الميزانية ولا تقارير مجلس الادارة اذا كان الذى يدير هذا العمل جاهلا أو من معسولى الكلام فتأكد أنه كفيل با القضاء عليه .ومن صفات الجاهل أنه لايثق الا فى الاشخاص الذين هم أكثر منه جهلا فهو لايستعين با الخبراء ليعوضوا جهله ولكنه يستعين دائما بمن هم أقل كفاءة وعلما وخبرة منه ليبدو هو البدر بين النجوم والمصباح الكهربائى بين أعواد الكبريت ..فأنت اذا أردت ان تنسف مصنعا أو مدرسة أو وزارة فلا تتعب نفسك بوضع قنبلة ضخمة لتحوله الى رماد يكفي أن تجىء برجل جاهل وتضعه على رأس المصنع أو المدرسة أو الوزارة وهو قادر لا محالة ان يفعل به أكثر مما تفعله القنبلة النووية... وميزة الجاهل انه لايكتشف أبدا انه المسئول عما جرى لوزارته أو مصنعه او مدرسته التى يديرها فهو يجد دائما شماعات يعلق عليها أخطاؤه وهو لايعلم لجهله أن الشخص الذى ينسب فشله دائما الى غيره من حق الناس ان ينسبوا نجاحه الى سواه.. من أجل هذا نحتاج فى نهضتنا القادمة الى متعلمين أكثر مما نحتاج الى مدعين نحتاج الى خبراء ودارسين وباحثين ومتخصصين فإن المصاعب التى فى طريقنا ممكن التغلب عليها با العلم والبحث العلمى ولكنها تزداد تعقيدا إذا تولاها غير المتخصصين .......
إن حلاق الصحة يستطيع أن يفتح بطنى على مصراعيها كما يفتحها أكبر جراح فى العالم ولكن الجراح العالمى هو الذى يستطيع أن يقفل بطنى المفتوح فما رأيت الا الفشلة وأصحاب الضمائر الخربة - وهم كثر – على رأس مواقع العمل والانتاج فى مصر ولكن يبقي الأمل دوما في الذاكرة التي لا تنسي والضمائر التي لا تموت..
خالص شكري وتقديري للجميع .... رافقتكم السلامة