المدير الفني تجاهل إمكانيات المدافعين وأصر علي طريقة في حاجة إلي مهارات غير متوفرة
أكرم عبدالغني هزيمة الاهلي أمام الاتحاد الليبي في ذهاب دور الـ » 16 « لدوري الابطال الافريقي ليست نهاية المطاف ولا هي كما حاول البعض تصويرها بأنها جعلت مهمة الاهلي صعبة في لقاء العودة بالقاهرة الذي يملك الاهلي الخبرة اللازمة لحسمه وبعدد من الاهداف .. لكن الازمة الحقيقية التي كشفتها المباراة هي استمرار الاخطاء التي أنقذ القدر الاهلي منها هذا الموسم سواء بسقوط ضربة البداية من معظم الفرق المنافسة علي الدوري المحلي وخاصة الزمالك والاسماعيلي أو الحظ الذي لازم الفريق في الكثير من مبارياته . وحتي لا تتوه الحقائق لابد من تناول الامور علي حقيقتها وليس بغرض تصفية حسابات أو اعلان الحرب علي شخص معين ولا شك أن سياسة لجنة الكرة وهي المتهم الاول في الاهلي بسبب ما يسمي بعدم التدخل في عمل الاجهزة الفنية وترك الامور علي ما هي عليها وعلي المتضرر اللجوء الي خبط رأسه في » الحيطة « هذه الحقيقة كشفت خلال مدة عمل البرتغالي مانويل جوزيه مديراً فنياً وتراكمت بشدة في الموسمين الاخيرين له واللذين نجح خلالهما جوزيه في إسقاط الصف الثاني تماماً من حساباته وعمل بكل قوة علي استنزاف مجموعة من اللاعبين دون اعداد البديل أو تجهيزه حتي تساقط هؤلاء النجوم وانكشف الصف الثاني للاهلي وفشل في تحقيق طموح جماهيره . وللاسف ان هؤلاء اللاعبين تحملوا المسئولية كاملة وحاصرهم الجميع باتهامات باطلة بأنهم فشلوا في التأقلم مع الاهلي وجماهيره وبطولاته وهو كلام للاستهلاك والدليل ان حسام البدري المدير الفني الجديد بعد رحيل جوزيه حاول السير علي نفس الدرب ورفض اعطاء من خرجوا من رحمةے جوزيه الفرصة واتهمهم بأنهم فشلوا في كل الفرص التي منحها لهم وجاء رد الثنائي حسين ياسر المحمدي وحسن مصطفي بعد انتقالهما للزمالك أبلغ رد علي جوزيه ثم البدري . وطوال هذه المدة رفضت لجنة الكرة أن يكون لها دور مميز بخلاف الاجتماع عقب كل مشكلة والخروج بتصريحات لا يتم تنفيذ أي منها والدليل ان الاجهزة الفنية تستمر في نفس الاخطاء . دون حساب أو محاولات تصحيح ليظل البديل الآمن في الاهلي غير موجود ومعه يكون هناك استعجال في الترشيحات لضم لاعبين جدد كما حدث الموسم الماضي ولم يحقق الفريق أي استفادة تذكر وتم الاستغناء عن العديد من هؤلاء اللاعبين إما بالبيع أو الاعارة أو الكلبشة علي دكة الاحتياطي علي طريقة تعامل رجال المرور مع السيارات التي تقف في الممنوع !. ومع بداية الموسم الحالي خرج علينا حسام البدري المدير الفني بالفكرة العجيبة علي طريقة الحاوي بضرورة تغيير طريقة لعب الفريق من 2 / 5 / 3 الي 2 / 4 / 4 التي بدأ العالم كله يعود اليها من جديد وهذا من حقه كرجل مسئول ولكن أين دور لجنة الكرة هنا هل هو الموافقة فقط رغم ما تضمه من أسماء كبيرة أم مناقشة الامر مع الجهاز الفني ومحاولة الوصول الي قرار بطريقة لعب تتناسب مع الامكانيات المتاحة أو بمعني أدق الاوراق التي يملكها المدير الفني لتنفيذ الطريقة الجديدة . وحتي لا يتهمنا البعض بادعاء الخبرة فاننا نترك الحكم لمشوار الفريق في الدوري ورغم التقدم المحاط بعلامات استفهام عديدة في الدور الاول إلا أن الاخطاء الدفاعية كانت السمة المميزة للفريق ومحل انتقاد الجميع ولم يفجرها بصورة واضحة إلا هبوط مستوي كافة الفرق وانفراد الاهلي الاكثر استقراراً بالقمة ومع توالي المباريات وارتفاع حدة المنافسة في الدور الثاني بعودة الزمالك للمربع الذهبي وأحلام البعض مثل بتروجيت وطلائع الجيش وحرس الحدود بالوجود بين الكبار بدأ الاهلي ينكشف وزادت مشاكله الدفاعية بطريقة فاضحة وضاعت 7 نقاط في أول 3 مباريات وكاد أن يتكرر الامر في لقاء انبي الذي أهدي الحكم سمير محمود عثمان الفوز فيه للاهلي . كل هذا يحدث ولم يتحرك أحد ولم يفكر أي مسئول في مناقشة أخطاء الجهاز الفني المتكررة وعلاقته المتأزمة مع العديد من النجوم واصراره علي جلوسهم احتياطياً رغم اجادتهم خلال التدريبات خاصة الثنائي أحمد بلال وأسامة حسني ووصل الامر الي التحدي بالاخطاء خلال لقاء الاتحاد الليبي الاخير والذي خرج علينا خلاله حسام البدري بتغيير أكثر غرابة باشراك هاني العجيزي البعيد عن المباريات والتدريبات الجماعية لفترة طويلة بسبب الاصابة بدلاً من أحمد حسن وترك أسامة حسني علي الدكة رغم جاهزيته ومعه محمد فضل الاكثر حضوراً علي الاقل في المباريات من العجيزي . ووصل الامر بالمدير الفني الي مهاجمة أحمد ناجي مدرب حراس المرمي بعد الهدف الثاني بسبب مستوي أحمد عادل عبدالمنعم الذي يري البدري انه سبب الاهداف ناسياً ومتناسياً ان حالة الدفاع المتردية هي التي أصبحت المشكلة الحقيقية وليس حراس المرمي فقط حيث أصبح وصول مهاجمي الفرق الاخري اليهم أكثر عشرات المرات من الماضي وأصبحوا أكثر خوفاً وقلقاً خلف دفاع يسهل اختراقه في أي وقت وبأقل مجهود . الاهلي ومن خلال مفاوضاته المعتادة مع كل لاعبي الدوري الممتاز يؤكد انه لا يوجد من استفاد من الاخطاء السابقة وأن القادم لن يختلف كثيراً في ظل عدم وجود أسماء يمكن أن تحقق وترضي طموح جماهيره البطل الحقيقي وأن العودة للطريقة القديمة أصبحت لا مفر منها الي أن ينجح النادي في التعاقد مع مدافعين يمتلكون مهارة اللعب بطريقة 2 / 4 / 4 التي تحتاج الي السرعة دفاعاً وهجوماً وهو أمر غير متوفر حالياً في المدافعين ولابد أن يكون البديل الحالي هو قطاع الناشئين المغضوب عليه .