يجب على التلفزيون المصري سداد مبلغ 10 ملايين دولار خلال الأيام المقبلة إلى قنوات الجزيرة الرياضية وهو القسط الأخير من مبلغ 22 مليون دولار الذي يدفعه التلفزيون للجزيرة من أجل بث 23 مباراة في كأس العالم المقبل 2010 بجنوب أفريقيا في الفترة ما بين الحادي عشر من يونيو إلى الحادي عشر من يوليو القادم .
وكان التلفزيون المصري قد أعد اتفاقاً مع شبكة راديو وتلفزيون العرب من قبل على بث عدد 23 مباراة من بطولة كأس العالم المقبلة , وذلك قبل أن تباع شبكة "ART" إلى قنوات الجزيرة وتصبح جزءاً منها , إلا أن الاتفاق المصري يزال سارياً ولكن مع الجزيرة .
ولن ترضى الجزيرة بأن يشاركها التلفزيون المصري في بث المباريات الحصرية التي ستعرضها في كأس العالم 2010 خاصة وأنها رفضت أن يكون للجانب المصري حقوقاً إعلانية في تسويق المباريات على شاشته , وهو ما يعني أن التلفزيون المصري لن يتمكن من استخدام المباريات في حقوقه الإعلانية .
وكذلك لن يتمكن التلفزيون المصري من إعادة المباريات أو الاحتفاظ بها في أرشيفه الخاص ولن يتمكن من إذاعة ملخصات أو شيء خاص بالمباراة عقب انتهائها , وهو ما يعني أن المباراة ستنقل مرة واحدة فقط وللأبد على التلفزيون المصري .
120 مليون جنية هي حصيلة المبلغ الذي سيدفعه التلفزيون المصري لقنوات الجزيرة مقابل 23 مباراة وهو ما يعني أن المباراة تساوي رقم قريب من الخمسة ملايين جنية مصري على الرغم من أن هذه المباراة قد تكون لمنتخبات لا تهم الجماهير المصرية .
فهل يعتبر إنفاق هذا المبلغ من أجل بطولة لا تشترك فيها مصر ولن يرفع بها العلم المصري إهداراً للمال العام أم أنه رفاهية يجب أن يتمتع بها الشعب المصري العاشق لكرة القدم .
وفجر الزميل طارق رمضان في العدد الأخير من الأهرام الرياضي الأزمة الأخيرة التي شهدها التلفزيون المصري أثناء بطولة كأس الأمم الأفريقية الماضية حيث رفضت وزارة المالية ورئيس الوزراء دعم التلفزيون المصري بمبلغ 10 ملايين دولار من أجل شراء عشرة مباريات في كأس الأمم الأفريقية من بينها مباريات مصر لتفشل المفاوضات ويخسر التلفزيون المصري بث مباريات المنتخب على الاقل في البطولة الافريقية .
واضطرت الجزيرة الرياضية وقتها بث مباريات المنتخب المصري على القنوات المفتوحة لإرضاء الشعب المصري وتجنب مقاطعته لها , وهو ما أثار استياء تونس والجزائر كشعوب عربية مما جعل الجزيرة تعاملهم بالمثل وهو ما خسرها كثيراً في حقوق الإعلانات الحصرية وتسعى إلى تعويضه من خلال بطولة كأس العالم القادمة بجنوب أفريقيا .
والشيء المثير للدهشة أنه على الرغم من دفع التلفزيون المصري إلى مبلغ 120 مليون جنيه مصري إلى الجزيرة إلا أنه قد يكون مضطر لاستقبال المباريات الـ23 التي تختارها الجزيرة سواء كانت من الدور الأول "دور الـ32" أو من الدور الثاني .
وهو ما يعني أن التلفزيون المصري لن يتمكن من اختيار المباريات الـ23 المتعاقد عليها إذا ما لم يكن هذا مثبت بشكل واضح وصريح ليمنع تلاعب "الجزيرة" , وفي هذه الحالة قد تعرض الجزيرة على التلفزيون المصري الـ23 مباراة من الدور الأول فقط , تحجب مباريات المنافسات الحقيقية على اللقب بدءاً من دور الـ16 والـ8 وقبل النهائي والنهائي .
عدد